تراجع الاهتمام بمجال الرياضيات والتقنية في المستقبل سيؤدي إلى آثار سلبية.

 وفقاً لتقرير العلاقات العامة للجامعة نقلاً عن إيسنا، قال رئيس الجامعة الصناعية في قم: إن الانتباه إلى التخصصات التقنية والهندسية والرياضيات قد انخفض، مما يمكن أن يلحق أضراراً كبيرة بالبلاد ويثير مخاوف في المستقبل.
جلال رضائي نور، خلال حضوره في وكالة إيسنا، التقى بالصحفيين من هذه الوكالة وتحدث معهم.
أشار في هذا اللقاء إلى أهمية أسبوع الحكومة وذكر أن الجامعة الصناعية في قم تأسست في عام 1387 (2008 ميلادي) مع تخصصين في هندسة الحاسوب وهندسة الصناعات، وحالياً تقدم 26 تخصصاً في درجات مختلفة من البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وتوفر خدمات في جميع التخصصات الهندسية والتقنية والعلوم الأساسية.
أضاف أن هناك ألفين طالباً يدرسون في هذه الجامعة، مشيراً إلى أن الجامعة الصناعية في قم حققت إنجازات جيدة خلال 14 عاماً وتعتبر واحدة من أفضل 15 جامعة صناعية في البلاد من بين 30 جامعة صناعية.
واصل قائلاً: لدينا 70 عضواً في هيئة التدريس و100 عضو في هيئة التدريس المساعد يقومون بالتعاون معنا في ثلاث كليات في الهندسة والفنون والهندسة الكهربائية وهندسة الميكانيكا.
أكد أن معظم خريجي الجامعة الصناعية في قم قد تم توظيفهم، مما يعد امتيازاً كبيراً لهذه الجامعة وللمحافظة على قم، مضيفاً: حصلت الجامعة الصناعية في قم في عام 1399 (2020 ميلادي) على المرتبة الأولى في توظيف الخريجين في البلاد بنسبة 82.41%، وفي عام 1400 (2021 ميلادي) حصلت على المرتبة الثانية بعد جامعة خواجه نصير الدين الطوسي بفارق بسيط.
وأشار رئيس الجامعة الصناعية في قم إلى أننا حصلنا على المرتبة 13 في تنظيم الدورات التدريبية المهنية بين الجامعات، وأكد أن تنظيم الدورات التدريبية وزيادة المهارات الفنية للطلاب له دور كبير في توظيفهم.
أوضح أن كل مجموعة تعليمية في الجامعة لديها جمعية علمية تقوم بتحديد احتياجات التعليم المتخصص للطلاب بالشراكة مع مؤسسات أخرى مثل المنظمة الفنية والمهنية والجهاد الجامعي، وتقوم بتنظيم الدورات التدريبية.
يرى أن تنفيذ خطة الشراكة مع الصناعة هو أحد العوامل الأخرى لتوظيف الطلاب في هذه الجامعة، قائلاً: في خطة الشراكة مع الصناعة التي بدأت في عام 1396 (2017 ميلادي)، يتم تشكيل مجموعة مكونة من أربعة طلاب تحت إشراف واستشارة أحد أعضاء هيئة التدريس.
أضاف رئيس الجامعة الصناعية في قم: يتم تقديم هذه المجموعات إلى الوحدات الصناعية في المحافظة، وبعد إجراء دراسات ميدانية، يتم تحديد المشاكل التي تواجه الوحدات ذات الصلة وتقديم الحلول المناسبة، وتقرر الوحدة الصناعية المعنية كيفية حل المشكلة إما بالتعاون مع هذه المجموعة أو عن طريق الاستعانة بمصادر خارجية.
واصل رضائي نور قائلاً: بالإضافة إلى الفوائد التي عادت على الجامعة الصناعية في قم من هذه الخطة، فقد أظهرت أيضاً إمكانيات الطلاب، حيث تم توظيف العديد منهم في نفس الوحدات الصناعية.
وأشار إلى أن نقص المهندسين والمتخصصين في السنوات الأخيرة يعد مرضاً يزداد وضوحاً في العلوم الأساسية، مضيفاً: مع زيادة الاهتمام بالتخصصات الطبية والقانونية والفنون، للأسف قل الانتباه إلى التخصصات التقنية والهندسية والرياضيات، مما قد يتسبب في أضرار كبيرة للبلاد ويثير مخاوف في المستقبل.
أشار رئيس الجامعة الصناعية في قم إلى أن قرب الجامعة من طهران أدى إلى وجود اهتمام جيد بها، وأنها لا تعاني من نقص في مقاعد الدراسة، مضيفاً: أحد أسباب التوظيف العالي للخريجين والطلاب هو نقص المتخصصين في هذا المجال، مما جعل الصناعات تستقطب حتى الطلاب وتكون مستعدة لاستقطابهم.
أوضح أنه من الضروري أن يحدث تحرك واهتمام على مستوى البلاد تجاه التخصصات التقنية والهندسية لأنها تشكل الأساس والأداة في التخصصات الأخرى، مشيراً إلى أننا نبذل جهدًا في اللقاءات مع وزارة التعليم لتسليط الضوء على هذه المشكلة لتحديد الأسباب وإيجاد حلول لها.
قال رضائي نور إن هناك تزايداً في رغبة الأفراد في الانخراط في الدورات والبرامج التدريبية، مشيراً إلى أن المجتمع يحتاج إلى الأطباء والمعلمين والمهندسين والعمال المهرة، وأن الجامعة لا تستطيع تلبية جميع هذه الاحتياجات وحدها، مما يتطلب التعاون.
أضاف رئيس الجامعة الصناعية في قم: إن توظيف الطلاب والطلب الذي تعبر عنه الصناعة جعلنا نعمل بدافع أكبر، ونسعى لزيادة مهارات الطلاب حتى يدخلوا سوق العمل بنجاح وكفاءة.
أضاف أن هناك انقطاعاً بين الجامعة والصناعة قبل فرض العقوبات، ولكن بعد ارتفاع العقوبات اضطرت الصناعة إلى الاعتماد على الجامعات، وزاد حجم العقود بين الصناعة والجامعة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، على سبيل المثال، أقمنا مشاريع متعددة مع شركة باكشوما ومركز علاج ناروري للجهاد الجامعي.
وأشار رضائي نور إلى هجرة الطلاب والخريجين واستقطاب الكوادر من الشرق الأوسط واستفادة من خبراتهم قائلاً: إن تباين الدخل، والاهتمام بالكوادر، والبعثات الدراسية، وحل مشكلات العمل والحياة تعد من الأسباب الرئيسية للهجرة.
أوضح أن هناك العديد من الإجراءات التي تم اتخاذها في مؤسسة النخب، ولكن مدى هذه الإجراءات يجب أن يتوسع، قائلاً إنه يجب إعادة تقييم مستويات دخل المختصين وإصلاحها، حيث أحياناً يكون مستوى دخل المختصين مساوياً لتقني ومن ثم تفقد الدوافع.
استعرض رئيس الجامعة الصناعية في قم أن بعض المختصين يفضلون العمل في سيارات الأجرة الإلكترونية بسبب تساوي الدخل ووجود حرية أكبر في العمل والوقت، مشدداً على أنه إذا لم يتم إصلاح قضية الدخل، ستستمر الهجرة.
أوضح أنه تم اتخاذ خطوات عديدة لعودة النخب، وقد تم تحقيق نجاحات أيضاً، لكن يجب أن تكون هذه الجهود أكثر عمقاً، معلقاً: إن هناك دائماً شعور بالاستقرار والانتماء للأرض لدى جميع الأفراد، ولكن يجب أن يتم خلق الدوافع لهذا الأمر.
تذكّر رئيس الجامعة الصناعية في قم: على الرغم من أن هناك الكثير من الأخبار السلبية عن إيران، إلا أن هنالك تقدم ورؤية مستقبلية جيدة.