By : روابط عمومی On : 1446‏/07‏/02

حاج قاسم من قلب العالم لن يُمحى

رئيس جامعة قم الصناعية صرح بأن الأعداء استخدموا أنواعًا مختلفة من الطرق لإزالة اسم وفكر الحاج قاسم على مستوى العالم؛ لكنهم لم ينجحوا، واليوم أصبح للحاج قاسم شهرة عالمية، وبسهولة لا يمكنهم حذف هذا الاسم من قلوب وعقول الناس في العالم.

ذكر موقع "قم فردا" الإخباري التحليلي أن بعض الشخصيات في العالم لها تأثير كبير لدرجة أن اسمهم وذكراهم وما تركوه من آثار ما زالت تُؤثر حتى بعد سنوات من وفاتهم واستشهادهم.
ومن بين هذه الشخصيات الحاج قاسم سليماني الذي بعد مرور خمس سنوات على استشهاده، لا تزال إيران والعالم تحت تأثير نهجه وأفكاره، حتى أن انتشار فكر الحرية لديه قد زاد بعد استشهاده بين مختلف شرائح الناس على مستوى العالم.
ومن بين هذه الشرائح، الطلاب حول العالم الذين يستخدمون اسم وصورة الحاج قاسم سليماني في حركاتهم من أجل الحرية.
بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الحاج قاسم سليماني، أجرينا حوارًا مع جلال رضايي نور، رئيس جامعة المحافظة الصناعية في قم.
قم فردا: كيف تعرف الحاج قاسم سليماني؟
رضاايي نور: شخصية الحاج قاسم سليماني تحمل أبعادًا متعددة، حيث يمكن مناقشة كل منها لساعات عدة، وكان لديه مجموعة من الصفات السلوكية الإيجابية، بما في ذلك نظرته ووعيه الاستثنائي.
قم فردا: كيف يمكن تحليل شخصية الحاج قاسم في عالم السياسة والنظام؟
رضاايي نور: كانت نظرة الحاج قاسم سليماني السياسية مختلفة جدًا ومدروسة، فقد يتوقع الناس من العسكري أن يتعامل بالمنظور العسكري، لكننا شهدنا كيف قضى سنوات عمره المليئة بالعطاء والحكمة السياسية.
ما كان يجذبني بشدة في شخصية الحاج قاسم سليماني هو انفتاحه السياسي، ويمكننا أن نجرؤ على القول إنه كان أكبر من مجرد عسكري، بل كان سياسيًا عظيمًا وحكيمًا ومحللًا، وهو سياسي بالمعاني التي يقرها الإسلام، وليس بتعريفات ماكيافيلي وعالم السياسة القاتم.
الحاج قاسم دائمًا كان يقف إلى جانب الحق في التاريخ.

الحاج قاسم سليماني كان سياسيًا إسلاميًا وذو أيدولوجية ورؤية وتدبير، حيث وقف دائمًا في الجانب الصحيح من التاريخ خلال المنازعات التي تحدث على المستوى الوطني والدولي، وقدم تحليلاً دقيقًا ومتعمقًا للأمور التي ناقشها.
قم فردا: لماذا يبقى اسم الحاج قاسم حياً بين الناس؟
رضاايي نور: لهذا السبب، بعد سنوات من استشهاد هذا الإنسان الذي يُعرف كعسكري، لا يزال اسمه ومذهبه حيًا، فإذا كانت نظرته سياسية فقط، لكان من المؤكد أن هذه الذاكرة لم تكن لتدوم.
ذكرى الحاج قاسم سليماني ستظل حاضرة في عقول الناس وبين مختلف شرائح المجتمع وأيضًا على مستوى العالم لسنوات قادمة؛ لأن الشخص صاحب الأيدولوجية الذي يسير على الطريق الصحيح، حتى بعد مغادرته هذا العالم المادي، ستستمر آثار وأفكاره وكتاباته.
من جهة أخرى، ورغم أن الحاج قاسم سليماني كان عسكريًا قويًا في ساحة المعركة، إلا أنه كان يتمتع بشخصية متواضعة جدًا وبروح صادقة مع الناس، حيث كانت شخصيته مليئة بسحرٍ يجذب الشباب عندما كانوا يستمعون إلى حديثه.
قد لا نشهد في أي مكان في العالم أن حديث عسكري يصبح نغمة رنين للهواتف المحمولة، ولكن الآن وبعد مرور أكثر من خمس سنوات على استشهاد الحاج قاسم سليماني، نرى أن أقواله قد استخدمت في نغمات رنين الهواتف المحمولة، وكأن الأقوال التي عبر عنها تنطبق على أحداث اليوم، وهذا لا يمكن اعتباره مجرد قضية سطحية، بل هو أمر عميق وجذاب سيظل جديدًا دائمًا.
قم فردا: كيف تحلل دور الحاج قاسم والشهيد الحاج قاسم بين حرية العالم؟
رضاايي نور: كان الحاج قاسم سليماني إنسانًا مسلمًا متدينًا يحمل الروح الإنسانية العالية التي كانت تملأ فكر الحرية لجميع الأحرار في العالم، إنّ خصائص الحاج قاسم سليماني الشخصية هي واحدة من أسباب التأثير الدائم لشخصيته ووجهه في البلاد وعلى المستوى الدولي وبين الشباب، وخاصة بين حركات الأحرار في العالم.
الحضارة الإيرانية هي من أقدم الحضارات البشرية، وعندما يتحدث المرء عن أدبيات السيطرة والقوة، يعتقد علماء الاجتماع أن الأمم التي تمتلك تاريخًا طويلًا وبيئة حضارية عمرها أطول ولها تاريخ من الحكم على مجتمعات أكبر من الآخرين في العالم هي أكثر قدرة على السيطرة في المستقبل.
البلدان التي كانت لها قوة وسلطة في الماضي، ستظل قوية في المستقبل، ومن بين هذه البلدان هناك إيران المعروفة بوجود العديد من القادة العسكريين والتي تُشتهر بأنها بلد متمدن كان تحت سلطته شعوب وقبائل كثيرة.
إذا وضعنا هذه الأدبيات الاجتماعية على جانب، ومن ناحية أخرى نضع الثقافة الأسطورية والتقديس للأبطال في الزمن الحالي، فإننا سنرى أنه في زمن الحرب بالوكالة التي تسببت بها داعش وغيرها من القوى الكبرى، يظهر قائد إيراني ليقوم بدور هذه الأسطورة، مُحطماً جميع المعادلات العالمية التي وُضعت ضد البشرية.
شخصية الحاج قاسم الرفيعة جعلت أمريكا تتخذ إجراءات مباشرة لاغتياله.
من الواضح أن مثل هذه الأسطورة تظل مطروحة على الساحة الداخلية والدولية، وذكراه ستبقى خالدة؛ إذ لو لم يكن هذا الشخص المحوري والفعال، لما كانت أي دولة مثل أمريكا، بكل كبريائها وادعاءاتها، تُضحي بنفسها بشكل مباشر لإزالته، بل كانت ستتبع كما في الماضي عبر وكلائها مثل النظام الصهيوني وغيره من الجماعات الإرهابية.
قم فردا: لماذا لا يسمح الأعداء حتى بنشر صورة وصوت هذه الشخصية المؤثرة؟
رضاايي نور: عندما تتحول مثل هذه الشخصية إلى أسطورة وتقف ضد كل الظلم والقمع الذي يمارسه الأعداء، وتضحي بكل شيء من أجل الإنسان والإنسانية بغض النظر عن الدين والمذهب، فإنها تسبب خوف ورهبة للأعداء حتى من صورة واسم هذا الشخص، إلى درجة أنهم حتى بعد مرور خمس سنوات على استشهاده يشعرون بالرعب من نشر صورته واسمها في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
يخشى الأعداء حتى من صوته ورمزه بعد استشهاده، ولا يتحملون حتى رؤية الأعمال الفنية التي تُصنع عن وجهه.
لهذا السبب، يقوم الأعداء في الداخل والخارج بحالة من القلق والتخويف لكي تصرف الأنظار الاجتماعية للرأي العام العالمي عن هذه الشخصية المؤثرة. ولكن حتى الآن لم ينجح الأعداء في هذا المجال، و أصبح الحاج قاسم سليماني بعد استشهاده معروفًا أكثر بين الناس وكافة الأحرار في العالم.
استخدم الأعداء أنواع مختلفة من الطرق لإزالة اسم وذكرى وفكر الحاج قاسم سليماني على مستوى العالم؛ لكن حتى الآن لم ينجحوا واليوم اكتسب الحاج قاسم سليماني شهرة عالمية، ولا يمكن أن يُحذف هذا الاسم وهذا المذهب من قلوب وعقول الناس في العالم بسهولة.
اليوم يحمل الطلاب والأحرار في حركاتهم صورة الحاج قاسم كرمز للحرية، وذلك للأشخاص الذين قد لا يكونوا قد رأوا الحاج قاسم أبداً أو عرفوه خلال حياته؛ لكن بعد استشهاده، أصبحت مدرسته وسماته الروحية والحقيقة التي كان يتبعها واضحة للعالمين.
سرعة الحركات من أجل الحرية قد زادت بشكل ملحوظ، وكان أحد هذه التطورات المدهشة هو اندماج جبهة المقاومة حول إيران وكبار القادة والمحررين المعروفين مثل الحاج قاسم سليماني، والشهيد السيد حسن نصر الله وغيرهم من قادة العالم الإسلامي في تلك الحركات.
إن موجة التحرر التي تتشكل في جميع أنحاء العالم وقد عرفت الحاج قاسم سليماني وغيرهم من قادة جبهة المقاومة بشكل أفضل مما نحن في إيران، فهم يواجهون الظلم الذي يحدث في العالم ويعارضونه بناءً على أهدافهم ومنظومات