ما هو الإخلاء الهاتفي؟
موضوع يبدو في ظاهره بسيط وغير مهم لكنه بالغ الأهمية وحيوي وقد ألحق ضرراً كبيراً بأمن الوطن.
ربما يكون السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن هو: ما معنى الإخلاء الهاتفي؟
الإخلاء الهاتفي بمعناه العام يعني الحصول على معلومات من أشخاص مختلفين في المجتمع عبر الهاتف، من قبل أشخاص لديهم أي بنية من العداوة تجاه هذا الوطن (معلومات قد لا تكون مهمة بالنظر إلينا مثل أسماء الرؤساء أو الزملاء، الأزواج أو تقديم إحصائيات عادية جداً في سياق العمل).
تعريف الإخلاء الهاتفي بالطريقة الكلاسيكية:
الإخلاء الهاتفي هو جهد مدروس من قبل العدو لاستغلال غفلة أو خداع عناصر محلية، بهدف الحصول على معلومات وتمرير طلباتهم عبر إقامة اتصال هاتفي.
أهداف العدو من الإخلاء الهاتفي:
- جمع المعلومات حول المشكلات الداخلية في المجتمع، بهدف استغلالها إعلامياً.
- تحديد مشاكل الأجهزة التنفيذية، بهدف استغلالها إعلامياً لإظهار النظام على أنه غير كفء.
- الحصول على المعلومات في سياق توسيع الفجوات بين الأحزاب السياسية في البلاد.
- جهد مدروس لخلق الانقسامات الدينية والسياسية والعرقية داخل البلاد.
- الحصول على المعلومات بهدف إثارة الاضطرابات في العلاقات مع الجمهورية الإسلامية في المحافل الدولية.
السؤال الأول الذي يطرح في هذا السياق هو: كم في المئة تعتقد أن المعلومات والأخبار عن البلاد تقع في يد أعداء إيران من خلال الإخلاء الهاتفي؟
الجواب: تقريباً 80% من معلومات البلاد تُحصل من قبل أعداء هذا الوطن عبر الإخلاء الهاتفي من جميع فئات المجتمع.
السؤال التالي هو: ماذا يبحث العدو من خلال الإخلاء الهاتفي ومن هم الأشخاص المعرضون لهذه العملية؟
الجواب: يسعى العدو من خلال الإخلاء الهاتفي إلى الحصول على معلومات يعتبرها غير مهمة، لكنها في الواقع تُعتبر قيمة بالنسبة لهم، وتكمل المعلومات الخاصة بهم. ولم يضع العدو أي قيود عمرية لهذا الغرض، فقد تم استهداف الأطفال من عمر 6 سنوات إلى الشيوخ الذين يصل عمرهم إلى 90 عاماً.
بشكل عام، يتم الإخلاء الهاتفي بأكثر من طريقة:
1) مراقبة الهواتف المحمولة للأفراد باستخدام أدوات وأساليب خاصة، والتي لها غالباً طابع التجسس وجمع المعلومات.
2) إجراء مكالمات هاتفية مع الأشخاص والحصول على المعلومات بشكل مباشر منهم.
الهاتف المحمول:
حسب أبحاث المنظمات الاستخباراتية في الدول المختلفة، ثبت أن الهواتف المحمولة المصنوعة من قبل مصانع مختلفة تحتوي على ذاكرة خفية بسعة كبيرة لتسجيل المكالمات وأداة مماثلة لبطاقة SIM بشكل سري لتقديم معلومات الهاتف المعني إلى البلدان المصنعة في حالات خاصة، وتمتاز الهواتف المحمولة بنوع من البطارية المصغرة بعمر لا يقل عن 50 عاماً مما يتيح لها إرسال المعلومات في الأوقات الحساسة والضرورية للبلدان والأنظمة الاستخباراتية التي تراقب تصنيع هذه الهواتف.
كمثال على ذلك هو في الحالة التي تفقد فيها هاتفك لأي سبب وتطلب من شركة الاتصالات مساعدتك في العثور عليه، إذ يتم العثور على الهاتف حتى لو كان مغلقاً إذا تم التعامل مع كافة الإجراءات بشكل مناسب.
طرق السلامة للتحكم وتقليل مخاطر سوء استخدام الهاتف المحمول:
1) استخدام جميع الرمزيات والأكواد والأقفال.
2) عدم استخدام الاتصال السريع.
3) يُفضل استخدام هواتف ذات سعة ذاكرة أقل (مثل الهواتف البسيطة والرخيصة).
4) لا تلعب بالأزرار والمربعات، لأن فضول الطرف الآخر (المنظمات المذكورة أعلاه) قد يتأثر برغبتك لاحتمالية دخول صاحب الهاتف إلى رمز أو كود يهم الأمر.
5) كل فترة يجب فصل بطاقة SIM عن الهاتف، ثم إعادة استخدامها بعد فترة من الزمن.
6) يُفضل عدم تخزين الأرقام الحساسة والمهمة في الهاتف المحمول، وتخزين الأرقام الأخرى بأسماء يمكن أن تفهمها بنفسك، واستخدام أسماء بدلاً من الأسماء العائلية.
7) حاول ألا تعطي هاتفك لشخص آخر للاتصال، وإذا كنت مضطراً لذلك، قم بالاتصال بنفسك (لأنه قد يدخل الطرف الآخر رمزاً يزيد من حساسيتك بالنسبة للمراقبة والموقع).
8) لا تستخدم الهواتف المعطاة كهدايا، وتأكد من استبدالها قبل أي شيء.
9) بعد مرور فترة زمنية معينة، قم بتغيير هاتفك.
10) كما يُنصح طبياً باستخدام الأذن اليسرى أثناء المكالمة، وحاول أن تحافظ على الهاتف بشكل عمودي لتقليل المخاطر التي قد تهددك.
الاتصال الهاتفي مع الأشخاص والحصول على المعلومات بشكل مباشر منهم
في هذه الطريقة من الإخلاء الهاتفي، يتم تكوين أحجية تستغرق أحياناً سنوات لتكملتها. تتضمن هذه الأحجية العناصر التالية.
1) الموضوع
2) تشكيل فرق أعمال مختلفة (مثل دراسة أفراد يعتبرون جديرين بالاستثمار في الإخلاء الهاتفي).
3) تشكيل الأحجية ومراجعة عملية إكمالها.
4) طرح أسئلة مختلفة للمسؤولين الذين يتم التفكير فيهم.
5) العودة إلى أرشيفهم بدقة، فيما يتعلق بالموضوع وسابقة الأشخاص.
6) جمع المعلومات الظاهرة حول موضوع يتم تقديمها من خلال وسائل الإعلام المكتوبة والعامة للجمهور.
7) استهداف المراكز الإدارية والمباني والهيكلية للموضوع.
8) مراجعة المعلومات الموازية التي تشمل المعلومات الأولية والمبدئية المتعلقة بالأشخاص المستهدفين، والمعلومات الأولية والمبدئية المتعلقة بالموضوع ونوع تعرض الشخص المستهدف للموضوع، واكتشاف أساليب لبناء الثقة، والكشف عن مؤشرات.
9) استخدام علم النفس الاتصالي للحصول على المعلومات.
10) دراسة شخصية الأفراد – مثل الخوف أو نوع اللغة واللهجة وما إلى ذلك...
11) كيفية الدخول في النقاش.
12) نوع التغطية (بأسماء مختلفة ومراجع ذات أهمية وطنية) مثل رئاسة الجمهورية، السلطة القضائية، إدارة المعلومات، ديوان المحاسبات وغيرها...
على سبيل المثال، أحياناً للوصول إلى رقم هاتف رئيس جهاز تنفيذي، يتم دراسة موظفي ذلك الجهاز وعائلة الرئيس، وقد حدثت حالات تم فيها الحصول على رقم الهاتف الخاص برئيس جهاز تنفيذي من زوجة سائق ذلك الرئيس بحجج مختلفة باستخدام سذاجتها. مثل الحاجة إلى مكالمة عاجلة مع زوجها التي لا يمكن الوصول إليها، والحاجة إلى رقم هاتف رئيسها، وما إلى ذلك...
طرق لمكافحة الإخلاء الهاتفي والهواتف المشبوهة
1) تقليل الحديث عبر الهاتف.
2) أثناء استخدام الهاتف، فكر في أن هناك شخص ثالث يستمع إلى المكالمة.
3) لا تجب على أي سؤال إذا لم تتأكد من هوية السائق.
4) لا تُفصح عن أي مسائل أو معلومات مصنفة عبر الهاتف.
5) حاول بقدر الإمكان منع أطفالك من الرد على الهاتف.
6) يُفضل تقديم التعليمات اللازمة للأطفال وأفراد الأسرة بعدم الإفصاح عن أي رقم هاتف أو عنوان أثناء الحديث عبر الهاتف.
على أي حال، يعد الإخلاء الهاتفي طريقة ليست بالحديثة، تستخدم بشكل واسع في القضايا الأمنية والاستخباراتية للدولة، وقد نكون في بعض الأحيان جزءًا من الأحجية التي أعدها الأعداء لجمع المعلومات.